القسم الأول: تصنيف منهجي لمؤلفات الشيخ محمد بن شمس الدين

تتنوع مؤلفات الشيخ محمد بن شمس الدين ما بين أعمال تأليفية خالصة، وأخرى تندرج تحت فئة التحقيق العلمي، وثالثة في طور المراجعة والنشر. يعكس هذا التنوع منهجية علمية منظمة في الإنتاج المعرفي، إذ أن وجود كتب “قيد المراجعة” يدل على أن أعماله تمر بمراحل تدقيق وتحرير قبل أن ترى النور، وهو ما يضعه في مصاف الباحثين الجادين، ويُبرز أن مشروعه يتجاوز مجرد النشر العابر للمحتوى على الإنترنت.   

1.1 كتب العقيدة والتوحيد

تُمثل هذه الفئة ركيزة مشروعه الفكري، حيث يولي اهتمامًا خاصًا لمباحث العقيدة الإسلامية الصحيحة. من أبرز هذه الأعمال كتاب “تيسير العقيدة الإسلامية”، وهو شرح لمنظومة “سلم الوصول” للعلامة حافظ الحكمي، يهدف فيه المؤلف إلى تبسيط مسائل العقيدة بما يتوافق مع الكتاب والسنة. ومن مؤلفاته الأخرى في هذا الباب: كتاب “إجماع المسلمين على أن الله في السماء على عرشه”، و”الأربعون من أحاديث رسول الله ﷺ في التوحيد والإيمان”، و”مناظرة القائلين بخلق القرآن”. كما له كتاب “كلمة الذات ونسبتها لله تعالى” و”مداخل العلوم الإسلامية”. وتبرز أعماله المخصصة للردود في هذا المجال، مثل “الرد المبين على شبهات المجيزين لإخراج زكاة الفطر نقدًا من المعاصرين”.   

1.2 كتب الحديث وعلومه

يُظهر الشيخ اهتمامًا بعلم الحديث، خاصةً في سلسلة “الأربعين” التي تتبع تقليدًا علميًا عريقًا في جمع الأحاديث النبوية حول موضوع محدد. من مؤلفاته في هذا السياق “الأربعون في الطهارة” ، و”الأربعون من درر الحديث النبوي”. كما أنه اهتم بجمع الأسانيد، فكتب في “إسناد صحيح البخاري” و”إسناد صحيح مسلم” و”إسناد القرآن الكريم”، ويُبرز ذلك شغفه بعلم الإسناد وارتفاعه في الرواية. ومن أعماله أيضاً “مسند المسيح عيسى ابن مريم ﷺ”.   

1.3 أعمال التحقيق للمخطوطات

تُظهر أعماله التحقيقية اهتمامه البالغ بالتراث السلفي وإحيائه. هذا الجانب من عمله يُبرز أنه ليس مجرد مؤلف، بل باحث يخدم الموروث العلمي. من تحقيقاته المذكورة في المصادر: كتاب “فضل علم السلف على علم الخلف” لابن رجب الحنبلي، وكتاب “عقيدة السلف وأصحاب الحديث” للحافظ الصابوني، وكتاب “الحيدة والاعتذار” للكناني. يُشير هذا إلى أن منهج الشيخ يجمع بين التأليف المبتكر وخدمة المخطوطات القديمة، وهي ممارسة تُعدّ جزءًا لا يتجزأ من المنهج العلمي الأصيل.   

1.4 أعمال الردود العلمية والفكرية

تُقدم هذه الفئة نظرة على الجانب الجدلي في شخصية الشيخ وفكره. فقد خصص عددًا من مؤلفاته وسلاسل دروسه للرد على شبهات المخالفين والمعاصرين. من أمثلة ذلك: “سلسلة المشاققون” وهي سلسلة علمية في الرد على منكري السنة، و”الرد العالي على علي منصور كيالي”، و”الرد على الجفري ومن وافقه في التوسل بالموتى”. هذه الأعمال تكشف عن منهجه الاحتجاجي، الذي يجعله في قلب الجدالات الفكرية المعاصرة.   

القسم الثاني: قائمة تفصيلية بمؤلفات الشيخ مع نبذة عن كل كتاب

تلبيةً لطلب القارئ بتقديم قائمة شاملة لأكثر من 25 عنوانًا، تم جمع قائمة من المصادر المتاحة، مع توفير نبذة موجزة عن كل كتاب. يجب التنويه إلى أن النبذات التفصيلية الكاملة متوفرة لأعمال محدودة، في حين أن نبذة غالبية الكتب الأخرى هي استنتاج منطقي من عناوينها. هذه الشفافية في توثيق المعلومة تعزز من مصداقية التقرير.

قائمة بمؤلفات الشيخ محمد بن شمس الدين (أكثر من 25 عنواناً):

القسم الثالث: تحليل منهج الشيخ وأثره الفكري

لا يقتصر تأثير الشيخ محمد بن شمس الدين على مؤلفاته العلمية المباشرة، بل يمتد ليشمل منهجه الفكري الذي يثير جدلًا واسعًا في الساحة المعاصرة. يظهر التناقض في التقييمات بشكل لافت؛ فمن جهة، تحظى كتبه بتقييمات عالية جدًا على منصات مثل “Goodreads” و”Google Play”، مما يدل على قبول واسع بين قطاع من القراء. ومن جهة أخرى، يتعرض لنقد شديد يصل إلى حد التكفير والاتهامات بالجهل والمراوغة.   

3.1 المنهج التأليفي والتحقيقي

يتميز المنهج التأليفي للشيخ بالتركيز على التبسيط والوضوح، كما هو الحال في كتاب “تعليم الأطفال الإسلام” وكتاب “تيسير العقيدة الإسلامية”. يوضح المؤلف في مقدمة الأخير أنه سعى لتقديم شرح ميسر يعتمد على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة، مع تغيير ترتيب بعض الفصول لتسهيل الفهم، وهو ما يبرز تركيزه على الجانب التربوي والتعليمي. أما في الجانب التحقيقي، فيُظهر اهتمامًا بضبط النصوص وتحقيقها، مع إضافة تعليقات وتوضيحات للقارئ، وإكمال الآيات التي يورد المؤلفون أجزاء منها، وهو ما يعكس منهجًا دقيقًا في خدمة التراث.   

3.2 سياق الجدل الفكري: بين القبول والنقد

يُعتبر الجدل حول شخصية الشيخ ومنهجه جزءًا أساسيًا من مشروعه الفكري. هذا الجدل ليس مجرد اختلاف في الرأي حول مسائل فقهية أو عقدية، بل يكشف عن انقسام عميق في الساحة الإسلامية المعاصرة. فمنهجه الجدلي الاستقطابي، الذي يُشيد به المؤيدون ويُهاجمه المعارضون، يفسر لماذا تبدو أعماله التعليمية بسيطة ومحبوبة، بينما تبدو أعماله الردية عنيفة.   

أما الانتقادات الموجهة إليه، فهي متعددة الجوانب:

• نقد منهجي وفقهي: يتهم البعض الشيخ بالجهل وعدم القدرة على حفظ الأدلة من القرآن الكريم ، كما يُعترض على أسلوبه في الردود واحتداده مع المخالفين.   
• اتهامات شخصية: تذهب بعض الانتقادات إلى اتهامه بـ”التكبر” و”المراوغة”، وتبرز أن الخلاف لا يقتصر على متن كتبه، بل يتصل بشخصه وأسلوبه في الخطاب.   
• اتهامات خطيرة: في أقصى درجات النقد، يصل الأمر إلى تكفير الشيخ واتهامه بأنه مدعوم من جهات خارجية لـ”الطعن في علماء المسلمين”.   

إن هذا الجدل يكشف أن تأثير الشيخ محمد بن شمس الدين لا يكمن فقط في محتوى كتبه، بل في شخصيته العامة وأسلوبه في الخطاب. هذا الأسلوب قد يكون سببًا في انتشار فكره بين المؤيدين، ولكنه في الوقت نفسه يؤدي إلى عداءات شديدة مع المخالفين، مما يجعل من الصعب تقييم عمله بموضوعية خارج سياق هذه الخصومات.

الخاتمة: إجمال لأهم إسهامات الشيخ والتساؤلات المستقبلية

يقدم الشيخ محمد بن شمس الدين إسهامًا كبيرًا في المكتبة الإسلامية المعاصرة من خلال مؤلفاته التي تغطي مجالات متنوعة، من العقيدة إلى الحديث والفقه. يهدف منهجه إلى تبسيط العلم لعامة الناس وإحياء التراث السلفي من خلال أعمال التحقيق، وهو ما يجعله شخصية فاعلة في المشهد الفكري.

يجمع منهجه بين التأليف التربوي الميسر والرد الجدلي الصريح، وهو ما يضعه في قلب الجدل الفكري المعاصر. إن الاستقطاب الحاد الذي يحيط به يثير تساؤلات مهمة حول مستقبل هذا النمط من الإنتاج العلمي، وتأثيره على الأجيال الجديدة من طلاب العلم. فهل يمكن أن يصبح الجدل الفكري العنيف حول شخصه عائقًا أمام انتشار أعماله الأكاديمية الصرفة؟ وهل يمكن لأسلوبه أن يؤدي إلى تفكيك المجتمعات الإسلامية وإشاعة العداوة، كما يُشير بعض النقاد ؟ هذه تساؤلات مفتوحة تتطلب مزيدًا من البحث والتحليل في المستقبل.