
عبد الرزاق المهدي
يُعدّ الشيخ عبد الرزاق المهدي شخصية محورية ومعقدة في المشهد السوري المعاصر، فهو يجمع بين صفات العالم المتعمق في العلوم الشرعية والناشط الثوري والمنشق السياسي. ولد المهدي ونشأ في دمشق، ثم أثبت نفسه كأحد أبرز علماء الحديث والفقه، وانتقل بعد اندلاع الثورة السورية من ميدان العلم إلى ساحة العمل الثوري والجهادي. خلال مسيرته، تولى مناصب شرعية بارزة في فصائل المعارضة المسلحة، قبل أن ينفصل عنها ليصبح صوتًا مؤثرًا للمعارضة الشعبية ضد ممارسات هيئة تحرير الشام. يتميز منهجه الفكري بالاستقلالية والبراغماتية، كما يتضح من مواقفه التي لا تخضع دائمًا للتيار السائد، سواء في قضايا الحرب أو العقيدة.
الفصل الأول: مسيرة علم وجهاد: السيرة والنشأة
النشأة في دمشق
ولد الشيخ عبد الرزاق المهدي في دمشق عام 1961، ويُعرف باسمه الكامل عبد الرزاق بن غالب المهدي الدمشقي، وكنيته أبو عبد الرحمن الشامي.1 تعود أصوله إلى منطقة الصالحية بدمشق، الواقعة عند سفح جبل قاسيون، حيث نشأ في كنف عائلته بالقرب من جامع الحنابلة المعروف.2 هذه النشأة في بيئة دمشقية عريقة ذات تاريخ علمي وديني غني، هي بمثابة حجر الزاوية الذي شكّل هويته المبكرة، ومَهّد الطريق لمسيرته الشرعية.
التأسيس العلمي
بدأ الشيخ المهدي رحلته في طلب العلم الشرعي في سن السادسة عشرة، حيث التحق بمعهد الفتح الإسلامي في دمشق عام 1977.1 درس في المعهد مجموعة واسعة من العلوم الشرعية، بما في ذلك اللغة العربية بفروعها، والفقه، والأصول، والعقيدة، وعلوم القرآن.2 انقطعت دراسته مؤقتًا بسبب أحداث حماة في عامي 1979 و1980، مما اضطره للسفر إلى ليبيا.2 بعد عودته، أدى خدمته العسكرية الإلزامية لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد إلى المعهد ليكمل دراسته، وتخرج منه بتقدير “جيد جدًا” وحصل على المركز الثالث على دفعته.2
درس المهدي على يد عدد من كبار علماء الشام، وكان من أبرزهم الشيخ عبد الرزاق الحلبي، الذي كان مفتي الحنفية وشيخ القراء في الجامع الأموي.1 قرأ عليه القرآن الكريم كاملًا وحصل منه على إجازة بسند متصل بالنبي صلى الله عليه وسلم.3 كما تتلمذ على يد الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، أحد أشهر شيوخه.1 من شيوخه الآخرين المذكورين: الشيخ صالح الفرفور والشيخ أديب الكلاس.4 من الجدير بالذكر أن معهد الفتح الإسلامي كان يُعتبر معقلًا للمذهب الأشعري والمذهب الحنفي في دمشق، وهو ما يبرز تطورًا فكريًا هامًا في مسيرة المهدي. فعلى الرغم من أن نشأته العلمية كانت في هذا المعهد، إلا أنه يُعرّف نفسه لاحقًا بأنه على “منهج السلف وأهل الحديث”.3 هذا التحول المنهجي من المذهب الأشعري التقليدي إلى المنهج السلفي يُشير إلى أن مسيرته لم تكن مجرد اتباع لمشايخه الأوائل، بل كانت رحلة بحث مستقلة قادته إلى تبني مسار فكري مغاير. هذه الروح الاستقلالية هي ذاتها التي ستظهر لاحقًا في مواقفه السياسية وقدرته على معارضة الفصائل التي انتمى إليها.
الفصل الثاني: ورشة عمل العالم: الإسهامات الفكرية والأكاديمية
مسار المحدث
يُعرف الشيخ عبد الرزاق المهدي بلقب “المحدث” و”الفقيه”.2 تُركز أعماله العلمية على علوم الحديث، ولا سيما في مجالات التخريج (تتبع طرق الأحاديث ورواياتها)، والتصحيح (الحكم على صحة الحديث)، والتضعيف (الحكم على ضعفه).1 هذا التخصص الدقيق في علوم الحديث يمنحه سلطة علمية قوية وفريدة. ففي سياق الثورة السورية، حيث تُستخدم الفتاوى الشرعية لتبرير الأفعال وتحديد المواقف، يُنظر إلى رأي عالم متخصص في أصول الدين ومصادر التشريع على أنه رأي ذو ثقل. إن آراءه لا تُعتبر مجرد تفسيرات شخصية، بل هي أقرب إلى الأحكام المستندة إلى الأدلة الشرعية الموثوقة. هذا ما جعل من انشقاقه عن هيئة تحرير الشام تحديًا لشرعيتها من داخل معسكرها الأيديولوجي.
المنهج الفقهي والفتاوى
يُعرّف المهدي بأنه على “منهج السلف وأهل الحديث”.3 يقدّم الشيخ فتاوى أسبوعية عبر الإنترنت من خلال برنامجه “فتاوى من أرض الشام”.6 ومن أبرز الأحداث التي تعكس منهجه الفقهي، إصداره لفتوى كانت تجيز الاستيلاء على المنازل المهجورة، ثم قيامه بسحبها.1 هذا التراجع عن الفتوى يُظهر جانبًا من المرونة والبراغماتية، وقدرة على مراجعة الأحكام الشرعية بناءً على عواقبها العملية، وهو أمر نادر في سياق يغلب عليه الجمود الفكري. تُشير هذه الواقعة إلى أنه لم يلتزم حرفيًا بحكمه الأولي، بل نظر إلى ما يمكن أن يسببه من ظلم وتجاوزات في الواقع، واختار أن يُقدم العدالة على التمسك بالحكم السابق. هذا الموقف يعزز صورته كقائد أخلاقي يضع اعتبارات المصلحة العامة ورفع الظلم فوق أي اعتبار آخر، وهو ما منحه مصداقية كبيرة لدى الجمهور ومهد له الطريق لقيادة حركة المعارضة الشعبية.
قائمة مختارة من أعماله
كرّس الشيخ عبد الرزاق المهدي جهوده في تحقيق وتخريج العديد من الكتب التراثية، والتي تشمل مجموعة واسعة من العلوم الدينية. وفيما يلي جدول يوضح أبرز هذه الأعمال:
العنوان | المؤلف الأصلي | الموضوع |
تفسير القرآن العظيم | ابن كثير | تفسير |
الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) | القرطبي | تفسير |
فتح القدير (تفسير الشوكاني) | الشوكاني | تفسير |
أحكام القرآن | ابن العربي | فقه وتفسير |
تفسير البغوي | البغوي | تفسير |
الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل | الزمخشري | تفسير |
البحر المحيط | أبو حيان الأندلسي | تفسير |
التسهيل لعلوم التنزيل | ابن جزي الكلبي | تفسير |
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن | الشنقيطي | تفسير |
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد | ابن عبد البر | حديث وفقه |
فتح القدير (في الفقه الحنفي) | الكمال بن الهمام | فقه |
الروض المربع شرح زاد المستقنع | البهوتي | فقه |
بداية المجتهد ونهاية المقتصد | ابن رشد | فقه |
الاعتصام | الشاطبي | أصول وفقه |
زاد المعاد في هدي خير العباد | ابن قيم الجوزية | سيرة وفقه |
تلبيس إبليس | ابن الجوزي | عقيدة وسلوك |
الرحلة في طلب الحديث | الخطيب البغدادي | حديث |
مختصر منهاج القاصدين | ابن قدامة المقدسي | سلوك وعقيدة |
إضافة إلى ذلك، كتب المهدي مقالات في جريدة الأمة، تناول فيها مواضيع فكرية وسياسية، مثل “حقيقة الإمامية الاثني عشرية”، و”تجربة التنصير وحركات التبشير”.8
الفصل الثالث: العالم في مسرح الحرب: الانخراط في الثورة السورية
الانضمام للثورة
بعد اندلاع الثورة السورية، عاد الشيخ عبد الرزاق المهدي إلى سوريا لينخرط في دعم المقاتلين المعارضين للنظام.1 يُوصف في المصادر بأنه رجل دين إسلامي سوري وعالم حديث وفقيه، ويُلقب بـ”المجاهد” و”الشرعي”.1 وتشير بعض المعلومات إلى أنه كان يُستدعى من قبل الأفرع الأمنية عدة مرات قبل الثورة.7 وقد دعا في خطبه إلى دعم المقاتلين وأشاد بالدور الجهادي للجانب الأجنبي في الثورة، ومنهم مقاتلو الحزب الإسلامي التركستاني من الأويغور.1 يمثل هذا الانتقال من العالم الساكن إلى الشخصية الثورية الفاعلة جانبًا من شخصيته التي دمجت بين العلم والجهاد.
المفتي الشرعي للثورة
تولى المهدي أدوارًا رسمية ضمن الفصائل المسلحة، حيث كان أحد الشرعيين في هيئة تحرير الشام 9، وشغل منصب قاضٍ في جيش الفتح عام 2016.12 كما قام بتأسيس “جيش العسرة” الذي ضم فصائل صغيرة.12 يوضح هذا الانخراط في الهياكل التنظيمية العسكرية أنه لم يكتفِ بالدعم الفكري فقط، بل أصبح جزءًا من السلطة القائمة في مناطق المعارضة. لكن هذا الانخراط كان بمثابة مرحلة انتقالية، حيث سرعان ما أظهرت الأحداث أن ولاءه للمبادئ يفوق ولاءه للتنظيم، وهو ما قاده لاحقًا إلى الانفصال.
جهود المصالحة والوحدة
لعب المهدي دورًا بارزًا في حل النزاعات بين الفصائل المتناحرة، حيث شارك في العديد من لجان التحكيم التي شُكلت للمصالحة، واشتهر بجهوده في توحيد الصفوف.11 يعكس هذا الدور رغبته في تجاوز الصراعات الداخلية من أجل تحقيق هدف الثورة الأوسع، وهو ما جعله شخصية مقبولة لدى أطراف متعددة وموضع ثقة في جهود الوساطة.
الفصل الرابع: مسار المعارضة: الانفصال عن هيئة تحرير الشام
بذور الخلاف والانشقاق عام 2017
لم تكن خلافات الشيخ عبد الرزاق المهدي مع هيئة تحرير الشام وليدة اللحظة، بل كانت نتيجة لتوترات عميقة.11 ففي عام 2017، أعلن المهدي انسحابه من الهيئة بسبب “عدم قدرته على رفع الظلم وإنصاف المظلومين”.11 تزامن هذا الانسحاب مع اشتباكات عنيفة بين الهيئة وفصائل أخرى مثل حركة أحرار الشام.1 وقد ذكر المهدي أن قيادة الهيئة كانت تشنّ حملات ضده منذ أيام جبهة النصرة، وهو ما يشير إلى أن الانشقاق لم يكن مجرد رد فعل على أحداث معينة، بل كان تتويجًا لصراع فكري وسياسي طويل الأمد.
صوت الشعب في احتجاجات إدلب
في مرحلة لاحقة، أصبح المهدي صوتًا معارضًا بارزًا لهيئة تحرير الشام، حيث شارك في الاحتجاجات الشعبية في إدلب و أيّد مطالب المتظاهرين.10 شملت مطالبه إنهاء التعذيب في السجون، وإطلاق سراح المعتقلين (وخاصة معتقلي الرأي)، ووقف الضرائب والرسوم التي فرضتها الهيئة.10 أكد المهدي أن انخراطه في هذه الاحتجاجات ساهم في إيقاف التعذيب الشديد في سجون الهيئة.13 وقد أدت مواقفه هذه إلى تعرضه لحملة “تشويه” و”شيطنة” من قبل الإعلام التابع للهيئة وبعض الشخصيات المقربة من قيادتها.14
المواجهة مع الجولاني
بعد تصاعد الاحتجاجات، التقى المهدي بالجولاني عدة مرات.10 وفقًا لرواية المهدي، تطورت طبيعة اللقاءات من حوار هادئ ومريح في البداية، حيث كان الجولاني يستمع ويستجيب للنصائح المتعلقة بإنهاء التعذيب، إلى لقاءات أكثر حدة وتهديدًا.13 في أحد اللقاءات اللاحقة، حاول الجولاني ثنيه عن المشاركة في الاحتجاجات، وفي اللقاء الأخير، تغيرت نبرته تمامًا، وأخبر المهدي بأنه قد حسم أمره ولن يقبل بالمزيد من المظاهرات، معربًا عن احترامه له وحرصه على سلامته من اعتداءات “الشباب الأمنيين”.10 هذا التحول في موقف الجولاني من محاولة الاستيعاب إلى التهديد غير المباشر يكشف عن الطبيعة السلطوية لقيادة هيئة تحرير الشام، ويوضح كيف أن موقف المهدي المبدئي كان بمثابة شرارة كشفت عن هذا الجانب.
الفصل الخامس: المواقف من القضايا المعاصرة
موقفه من عملية طوفان الأقصى
اتخذ الشيخ المهدي موقفًا غير تقليدي من عملية طوفان الأقصى، حيث أبدى عدم تفاؤله منذ البداية واعتبرها “خطأ”.10 استند في رأيه إلى أن العملية تفوق قدرات حركة حماس في قطاع غزة، وأنها ستؤدي إلى نتائج كارثية وغير متكافئة.10 وعلى الرغم من أن موقفه لم يكن مؤيدًا للعملية، إلا أنه أشار لاحقًا إلى أثر إيجابي غير مقصود لها، وهو إضعاف “المحور الإيراني” في المنطقة، وتلقي حزب الله لضربات قاسية أدت إلى مقتل العديد من قادته.13 يعكس هذا الموقف قدرته على تحليل الأحداث من منظور براغماتي يتجاوز العواطف ويدرس المآلات والنتائج الواقعية.
الدعوة إلى التسامح
تميزت مواقف المهدي أيضًا بدعوته إلى التسامح وعدم التعميم في الأحكام الطائفية. فقد أكد أنه ليس من العدل إطلاق أحكام شاملة على الطائفتين العلوية والدرزية، ووصفهما بالسوء، مشيرًا إلى أن الكثير من أبناء هاتين الطائفتين كانوا معارضين للنظام السوري.10 يمثل هذا الموقف نموذجًا نادرًا للاعتدال في سياق الثورة السورية التي تخللتها خطابات طائفية حادة، ويؤكد على أن منهجه ينأى عن التعصب.
انتقاد المحور الإيراني
من جانب آخر، يُعرف المهدي بانتقاده الشديد للمحور الإيراني، حيث كتب سلسلة مقالات تفصّل “حقيقة الإمامية الاثني عشرية” ومعتقداتهم، مثل اعتقادهم بتحريف القرآن وكفر الصحابة.8 يرى المهدي أن إيران ورقة قوية بيد الغرب والشرق معًا، حيث تقوم بدور ومهام عجزت القوى الكبرى عن القيام بها.8 وعلى الرغم من أن هذا الموقف شائع بين العلماء السلفيين، إلا أن تحليله للبعد الجيوسياسي لدور إيران يُظهر فهمًا أعمق للواقع السياسي.
الفصل السادس: شخصية مثيرة للجدل: الانتقادات والتصور العام
الخلافات العقدية
يواجه الشيخ عبد الرزاق المهدي انتقادات فكرية من داخل تياره السلفي نفسه، حيث انتقد أحد العلماء، وهو محمد بن شمس الدين، منهجه في التعامل مع الأشعرية والمعتزلة.16 تركز الانتقاد على ما وُصف بأنه “غلط مركب” في فهم المهدي لعقيدة المعتزلة المسماة “المنزلة بين المنزلتين”.16 يُشير هذا النقد إلى أن المهدي يُعتبر شخصية ذات ثقل علمي لدرجة أن مواقفه تحتاج إلى تدقيق وتصويب علني من قبل أقرانه، خاصة في المسائل العقدية التي يُنظر إليها على أنها حساسة. وعلى الرغم من هذه الانتقادات، يرى المهدي أن الأشاعرة هم من أهل السنة، وإن خالفوا منهج السلف في بعض مسائل الاعتقاد وخاصة في باب الأسماء والصفات.16
الهجمات السياسية والإعلامية
إلى جانب الانتقادات العلمية، تعرض المهدي لهجمات سياسية وإعلامية مكثفة. فبعد دعمه للمظاهرات الشعبية، تعرض لحملة “تشويه” و”شيطنة” من قبل وسائل الإعلام التابعة لهيئة تحرير الشام.14 كما تعرض لمضايقات أمنية، حيث احتجزته السلطات التركية في مطار إسطنبول لأسباب غير واضحة.9 وعلى الرغم من أن التقارير ذكرت أن سبب الاحتجاز قد يكون مرتبطًا بمشكلة في تأشيرة السفر، فإن توقيفه في تركيا، التي لها علاقة وثيقة بهيئة تحرير الشام، يُشير إلى احتمال وجود دوافع سياسية وراء الحادثة، في محاولة للضغط عليه وإسكاته.
قائمة الاغتيالات من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)
يُعتبر انضمام اسمه إلى قائمة الاغتيالات التي أصدرها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى جانب العديد من الشخصيات الدينية المعروفة أمرًا بالغ الأهمية.1 هذا التهديد المباشر من قبل التنظيم يُعدّ تأكيدًا واضحًا على أن مواقف المهدي الفكرية والسياسية تتعارض بشكل جوهري مع أيديولوجيا داعش المتطرفة. فوجوده على هذه القائمة يمنحه نوعًا من “الشرعية المضادة” في نظر الكثيرين، ويؤكد أنه لا يمثل الفكر الجهادي الأكثر تطرفًا.
الخلاصة: الإرث والمستقبل
يُعدّ الشيخ عبد الرزاق المهدي شخصية استثنائية في المشهد السوري المعقد، فهو عالم حديث وفقه، وناشط سياسي، ومُصلح، ومنشق عن الفصائل المسلحة. تعكس مسيرته الشخصية التحولات الجذرية التي شهدتها الثورة السورية، من انطلاقة سلمية، إلى عسكرة، ثم إلى صراعات داخلية أفرزت حركات معارضة جديدة. لقد ترجم المهدي سلطته العلمية إلى عمل سياسي ومجتمعي، ولم يتردد في التضحية بمناصبه من أجل الوقوف مع مبادئ العدالة ورفع الظلم.
إن انفصاله عن هيئة تحرير الشام وانخراطه في الاحتجاجات الشعبية، كان بمثابة جسر بين النخبة الشرعية والجمهور السوري. إن مواقفه المعتدلة من القضايا الطائفية، وتحليله البراغماتي للأحداث الكبرى، تمنحه مصداقية كصوت عقلاني في بيئة يسودها الاستقطاب. رغم الضغوط السياسية التي تعرض لها، يظل المهدي شخصية مؤثرة. من المرجح أن يُحدّد إرثه بقدرته على تحدي السلطة ومطالباته المستمرة بالعدالة والمساءلة، مما يجعله رمزًا للمعارضة المبدئية في منطقة تندر فيها مثل هذه الشخصيات. وتُعدّ حياته وأعماله دراسة حالة قيّمة لفهم تعقيدات السلطة الدينية والتحول السياسي والصراع الداخلي داخل الحركات الإسلامية المعاصرة.
قائمة المصادر
- https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A
- https://akhbaralaan.net/news/special-reports/2025/01/29/%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%AF%D9%84%D8%A8-%D9%88%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D9%85%D8%B9-%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82
- https://fromidlib.com/%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%B2-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A/
- https://www.almodon.com/arabworld/2025/08/27/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9
- https://www.asianewslb.com/?page=article&id=185461
- https://www.enabbaladi.net/678991/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D8%AA%D9%85%D8%AF%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A8/
- https://yallasyrianews.com/article/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82
- https://alomah.net/author/a-almahdy/
- https://www.enabbaladi.net/771473/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D8%B1%D8%AC-%D8%B9%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A-%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85/
- https://shaam.org/3BbNp9
- https://www.youtube.com/watch?v=b1GDJZ6Hs9s
- https://thahabi.org/book/10886/read/15
- https://www.youtube.com/watch?v=siCTKHLvuCs
- https://www.alukah.net/books/files/book_6348/bookfile/kitab.pdf
- https://www.youtube.com/watch?v=-WteE12nOjs
- https://alomah.net/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-3/
- https://www.youtube.com/watch?v=5dMxW1iTedk
- https://ketabonline.com/ar/books/106112/read?part=1&page=11&index=1814996
- https://ketabonline.com/ar/books/106112/read?part=1&page=22&index=1814996/1815006